نام کتاب : أثر الإيمان في تحصين الأمة الإسلامية ضد الأفكار الهدامة نویسنده : الجربوع، عبد الله بن عبد الرحمن جلد : 1 صفحه : 257
فالكفر الأكبر الذي هو تكذيب الرسل وما جاؤوا به، والشرك الذي هو الإيمان بالله وبوجود شركاء معه، والنفاق الاعتقادي أو العملي، والخروج عن الدين بالغلو، أو البدع أو المعاصي بمختلف أنواعها ... كل ذلك من الظلمات ... وولاية الله لعبده المؤمن تضمن له الحماية من ذلك كله.
والنور: يشمل كل الأمور التي ممارستها أو التلبس بها إيمان، سواء كانت اعتقادية أو قولية أو فعلية، كما يشمل الأسباب المؤدية إليها كالعلم الصحيح ... وقد تقدم الكلام على تفصيل هذا عند الكلام على طبيعة الإيمان الذي يجري البحث في آثاره.
وحول ما دلت عليه الآية: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} من طبيعة ولاية الله للمؤمنين، وإخراجهم من الظلمات إلى النور، قال ابن جرير رحمه الله: "يعني تعالى بقوله: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا} نصيرهم وظهيرهم، يتولاهم بعونه وتوفيقه {يُخْرِجُهُمْ مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ} يعني بذلك يخرجهم من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان، وإنما عنى بالظلمات في هذا الموضع الكفر، وإنما جعل الظلمات للكفر مثلاً، لأن الظلمات حاجبة للأبصار عن إدراك حقائق الإيمان، والعلم بصحته وأسبابه، فأخبر تعالى ذكره أنه ولي المؤمنين ومبصرهم حقيقة الإيمان،
نام کتاب : أثر الإيمان في تحصين الأمة الإسلامية ضد الأفكار الهدامة نویسنده : الجربوع، عبد الله بن عبد الرحمن جلد : 1 صفحه : 257