بأنهم يبغضون الأولياء وينتقصونهم ويؤذونهم، وأنهم ينكرون كراماتهم، والحق أن الأمر على خلاف ذلك، فإن أقوالهم وأفعالهم تثبت أنهم يحبون أولياء الله ويؤمنون بكراماتهم.
يقول الإمام محمد بن عبد الوهاب: «وأقر بكرامات الأولياء وما لهم من المكاشفات إلا أنهم لا يستحقون من حق الله تعالى شيئًا ولا يطلب منهم ما لا يقدر عليه إلا الله» [1] .
وقال: «ولا يجحد كرامات الأولياء إلا أهل البدع والضلال» [2] .
ويقول الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب:
«ولا ننكر كرامات الأولياء، ونعترف لهم بالحق، وأنهم على هدى من ربهم، مهما ساروا على الطريقة الشرعية، والقوانين المرعية، إلا أنهم لا يستحقون شيئًا من أنواع العبادات، لا حال الحياة، ولا بعد الممات، بل يطلب من أحدهم الدعاء في حال حياته، بل ومن كل مسلم؛ فقد جاء في الحديث:» دعاء المرء المسلم مستجاب لأخيه «الحديث، وأمر صلى الله عليه وسلم عمر، وعليا بسؤال الاستغفار من " أويس " ففعلا» [3] .
[عقيدتهم في أئمة المسلمين والسمع والطاعة]
عقيدتهم في أئمة المسلمين والسمع والطاعة يقول الإمام: «وأرى وجوب السمع والطاعة لأئمة المسلمين برهم وفاجرهم ما لم يأمروا بمعصية الله، ومن ولي الخلافة واجتمع عليه الناس ورضوا به وغلبهم بسيفه حتى صار خليفة وجبت طاعته، وحرم الخروج عليه» [4] .
وقال: «وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسمع والطاعة لمن تأمر علينا ولو كان عبدًا حبشيًا» [5] وقال مبينًا أن عدم السمع والطاعة لولاة الأمور من خصال الجاهلية: «وقد أمر [1] الدرر السنية (1 «) . [2] كشف الشبهات ضمن مؤلفات الشيخ الإمام (العقيدة والآداب) (169) . [3] الدرر السنية (1) ، وتقدم تخريج الأحاديث والآثار الواردة هنا. [4] الدرر السنية (1) . [5] ستة أصول عظيمة (394) ، وتقدم تخريج الحديث في ذلك.