ولما انتقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الرفيق الأعلى، خرجت أحياء وقبائل كثيرة عن الولاء للإسلام، وهم بين مرتد عن الإسلام، وبين مانع للزكاة، ولم يبق على الإسلام إلا مكة والمدينة والطائف، وبعض الأفراد والجماعات، ومنهم صاحب اليمامة ثمامة بن أثال ومعه طائفة من قومه، وقد قاتل مسيلمة مع جيوش أبي بكر - رضي الله عنه - وقبلها.
وحين ظهرت دعاوى النبوة الكاذبة، كان في نجد منها، حركة مسيلمة الكذاب، وكان قد ادعى النبوة قبل موت النبي - صلى الله عليه وسلم - لكن بعده قويت شوكته والتف حوله المرتدون والمرتابون من أهل اليمامة وما حولها إلى أن هزمتهم جيوش الصديق - رضي الله عنه.
ثم عادت اليمامة وسائر الأقاليم والقبائل النجدية إلى الإسلام بعد قتال المرتدين، وبقيت نجد كلها في عهد أبي بكر - رضي الله عنه - وكذلك في عهد عمر - رضي الله عنه - وما بعدها، تنعم بظل الإسلام الوارف وتخضع للدين كله.
[حال نجد في عهد الدولة الأموية]
نجد في عهد الدولة الأموية: وفي عهود الدولة الأموية، كانت نجد في خلافة معاوية - رضي الله عنه - وابنه يزيد وما بعدهما متنازعة بين قوى وسلطات مختلفة، وفي حال تبعيتها لبني أمية كانت غالبًا تتبع البحرين (الأحساء) أو المدينة النبوية [1] .
[حال نجد في عهد الدولة العباسية]
نجد في عهد الدولة العباسية: وفي عهد دولة بني العباس، كانت تبعية نجد للدولة متفاوت قوة وضعفًا؛ ففي أول العهد العباسي إلى 251هـ كانت نجد خاضعة للحكم العباسي وتتبع الوالي في الحجاز.
وفي سنة (251هـ) استقلت دويلة بني الأخيضر في الحجاز، وهي دويلة شيعية زيدية اتسمت بالجور وسوء السيرة.
ثم لمّا هزمتهم جيوش العباسيين، فروا إلى نجد وأقاموا فيها إمارة لهم في منتصف القرن الثالث الهجري، وامتدت إماراتهم إلى البحرين (الأحساء) إلى أن جاء القرامطة الباطنية [1] انظر: جزيرة العرب (نجد) محمود شاكر (139 - 142) .