«لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ولولا ذلك لأبرز قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجدًا» متفق عليه [1] وروى الإمام أحمد في مسنده بإسناد جيد عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء والذين يتخذون القبور مساجد» [2] وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج» رواه الإمام أحمد وأهل السنن [3] .
وهذا حال من سجد لله عند قبر، فكيف بمن يسجد للقبر نفسه» .
ثم قال: «ومن جمع بين سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبور وما أمر به ونهى عنه، وما كان عليه أصحابه، وبين ما عليه أكثر الناس اليوم رأى أحدهما مضادًا للآخر مناقضًا له بحيث لا يجتمعان أبدًا.
فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة إلى القبور، وهؤلاء يصلون عندها.
ونهى عن اتخاذها مساجد، وهؤلاء يبنون عليها القبب والمساجد ويسمونها مشاهد مضاهاة لبيوت الله.
ونهى عن إيقاد السرج عليها، وهؤلاء يوقفون الوقوف على إيقادها بالقناديل والسرج فيها. [1] البخاري برقم (1) ، ومسلم برقم (1184) . [2] المسند برقم (1) ، وابن أبي شيبة (3) ، وابن خزيمة (789) ، وابن حبان (340) . [3] أخرجه أبو داود (3236) ، والنسائي (1) ، والترمذي (2) طبع شاكر، وابن أبي شيبة (4) ، والحاكم (1) ، والبيهقي (4) ، والطيالسي (1) ، وأحمد (1، 287، 324، 337) من طريق أبي صالح عن ابن عباس قال: وقال الترمذي: حديث حسن، وأبو صالح هذا مولى أم هانئ بنت أبي طالب واسمه باذان ويقال باذام.
هذا وقد صح الحديث بلفظ: «لعن الله زوارات القبور» .
فقد رواه الترمذي (1) ، وابن ماجه (1576) (4) ، وأحمد (2) من حديث أبي هريرة، وقال الترمذي حسن صحيح.
والحديث رواه البيهقي (4) من حديث أبي هريرة وبلفظ «أن رسول الله لعن زوارات القبور» .
وله شاهد من حديث حسان عند ابن ماجه (1574) ، والحاكم (1) ، وأحمد (3) بلفظ البيهقي.