- والخوارج يطعنون في كثير من الصحابة كعثمان وعلي ومعاوية وأبي موسى الأشعري، وعمرو بن العاص، وطلحة والزبير - رضي الله عنه - وغيرهم من خيار الصحابة، وأهل السنة ومنهم أتباع هذه الدعوة يوالون كل الصحابة ويترضون عنهم.
- والخوارج يكفرون أهل الكبائر ويستحلون دماءهم، ويعتقدون خلودهم في النار إذا ماتوا على كبائرهم. وأهل السنة على خلاف ذلك ومنهم أتباع هذه الدعوة.
- والخوارج ينكرون الشفاعة والرؤية الثابتة بالنصوص القطعية، وأهل السنة ومنهم أتباع هذه الدعوة على خلاف ذلك.
- والخوارج سيماهم التحليق، وليس هذا من شعارات أتباع الدعوة ولا من سماتهم، وقد تبرءوا من هذا الشعار كما أسلفت.
وهنا أسوق شيئًا من أقوالهم ومواقفهم من مذهب الخوارج وردهم على من اتهمهم به:
لما سئل أبناء الإمام، محمد بن عبد الوهاب، وحمد بن ناصر بن معمر، هل عندكم: أنه ما يلبث موحد في النار، أم لا؟ (أي كما تزعم الخوارج والمعتزلة) :
فأجابوا: «الذي نعتقده ديناً، ونرضاه لإخواننا المسلمين، مذهباً، أن الله تبارك وتعالى لا يخلد أحدًا فيها من أهل التوحيد، كما تظاهرت عليه الأدلة، من الكتاب والسنة وإجماع الأمة، قال الشيخ تقي الدين أبو العباس ابن تيمية - رحمه الله -: تواترت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم «بأنه يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه من الإيمان ما يزن شعيرة» [1] وفي لفظ «ذرة» ولكنها جاءت مقيدة بالقيود الثقال، كقوله: «من قال: لا إله إلا الله خالصًا من قلبه» [2] وفي رواية «صادقًا من قلبه» انتهى.
وهذا: هو مذهب أهل السنة والجماعة، من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن اتبعهم بإحسان، من سلف الأمة وأئمتها، ولا يخالف في ذلك إلا الخوارج، والمعتزلة القائلون بتخليد أهل [1] رواه البخاري (3340) (3361) (4712) ، ومسلم (194) . [2] رواه البخاري (99، 6570) .