responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إسلامية لا وهابية نویسنده : العقل، ناصر بن عبد الكريم    جلد : 1  صفحه : 324
كان المسلمون يومئذ يقرءون القرآن، لا دلائل الخيرات ونحوها، وكانوا يروون الأحاديث، لا قصص الطواغيت والخرافات، وكانوا يقولون: " لا إله إلا الله " بقلوبهم، لا على أطراف ألسنتهم، وكانوا يفهمون معناها، ويعملون بمقتضاها، فما كانوا يعبدون إلا الله وحده، لا يشركون معه الصالحين ولا الشياطين، وما كانوا يقيمون المباني والقباب على أضرحة الأولياء، ليدعوا أصحابها وينذروا لهم ويستشفعوا بهم، كأنهم وهم رمم بالية قادرون على جلب الخير ودفع الضر.
كان المسلمون يصلون ويزكون ويحجون ويصومون، وكانوا يجاهدون ويأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، وكان الأئمة في بلاد الإسلام يسوسون الناس بالشرع، ويأمرونهم بأوامر الشرع، وينهونهم عن نواهي الشرع، ثم غابت هذه الصورة الكريمة للإسلام الأول، وحلت محلها صورة شوهاء تعاون على صنعها الجهل والفساد، فعاد الناس إلى ما يشبه " الجاهلية " التي سبقت الإسلام.
وحركة محمد بن عبد الوهاب هي حركة تجديد وتطهير، تجديد وإحياء لما أهمله المسلمون من أمور الإسلام وأوامره، وتطهير للإسلام مما أدخلوه عليه من الشركيات والبدع، ولم تكن دعوة محمد بن عبد الوهاب دعوة " فيلسوف " معتزل في غرفته، ولكنها كانت دعوة زعيم مصلح يكافح دون عقيدته، ويعمل لها بلسانه ويده، وبكل قلبه، وبكل عقله، وبكل جهده.
إن دعوة محمد بن عبد الوهاب ليست " نظرية " أو كتابا ألفه ليقرأه الناس، ولكنها منهاج رسمه، وقام وراءه يدعو إلى العمل به بالموعظة أولا، ثم بالقوة، قوة دولة الإسلام التي قامت على أساس الشرع وحده.
فمنهاج الشيخ ليس إصلاحا دينيا خالصا بالمعنى الذي يفهمه الأوربيون اليوم؛ لأنهم يفرقون بين الدين والدنيا، ويجعلون الدين صلة خاصة بين العبد وخالقه، لا يحمل الناس على اتباعه بالقوة، ثم هم يفرقون بين الدين (أو الشرع) وبين القانون، ويقولون: إن الدولة تلزم الأفراد بالقانون الذي تضعه هي لهم، ولكنها لا تلزمهم بالشرع، بل قد يخالف قانونها الشرع.
إن الإسلام وحده دين ودنيا، ودعوة الشيخ لذلك دعوة جامعة للأمور الدينية والسياسية.

نام کتاب : إسلامية لا وهابية نویسنده : العقل، ناصر بن عبد الكريم    جلد : 1  صفحه : 324
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست