كما أن معناها: «لا إله» نفي «إلا الله» إثبات.
[لوازم شهادة أن لا إله إلا الله] :
وكل من قال لا إله إلا الله، عارفًا لمعناها، عاملًا بمقتضاها، مواليًا لجميع ما أمر الله به، معاديًا لما نهى عنه، من الأفعال والأقوال، فهو من أهل لا إله إلا الله [1] .
ومن قالها، ولم يعرف لمعناها، ولم يعمل بمقتضاها، ولا أحب ما احتوت عليه من الخير، وأبغض ونفى ما نهت عنه من الشر، من الأقوال والأفعال، فليس هو من أهل لا إله إلا الله، فهو كالأنعام، بل هو أضل.
وتعرفون بارك الله فيكم لو أنني أردت أن أتمادى فيما جاء في كتاب الله، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، من الآيات المحكمة، والأحاديث الصحيحة، فيما تثبت من الأعمال الطيبة، وتنكر من الأعمال السيئة، لطال الكلام.
[حقيقة اتباع ما أمر الله به وثمرته] :
والمقصد من ذلك: الفائدة، والاتباع لما أمر الله به، وهو قوله – سبحانه وتعالى -: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [الحج: 41] [سورة الحج، آية: 41] .
[الدين النصيحة معناها] :
وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة» ، قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: «لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم» [2] وشرح ذلك مفهوم.
[معنى النصيحة لله تعالى] :
وهو أن النصح لله: أن تعبد الله وحده، وتبرأ من سواه، من قول وعمل، وتحب ما أمرك الله به، وتتجنب ما نهاك عنه؛ والنصح لكتاب الله: أن تعمل بمحكمه وتؤمن بمتشابهه. [1] الدرر السنية (14) . [2] رواه مسلم (1) ، وأبو داود (4944) ، والنسائي (2) ، وأحمد (4) من حديث تميم الداري - رضي الله عنه -.