على أن هذه الدعوة المباركة تمثل الإسلام والسنة التي جاء بها النبي - صلى الله عليه وسلم - والسلف الصالح.
وأنها دعوة إصلاحية شاملة، تدعو إلى الدين الحق الذي جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - وكلهم اتفقوا على أنها حققت نجاحًا عظيمًا في إصلاح أحوال الأمة في الدين والدنيا. في العقيدة والأحكام والشعائر، وتحقيق العدل والأمن والجماعة.
8 - وأن المناوئين لهذه الدعوة كانت دوافعهم باطلة من الهوى والحسد والخوف على الجاه والسلطان، والتقليد والعصبية، أو الجهل بحقيقتها من كثير منهم، وعدم التثبت مما يشيعه خصومها والجاهلون بحقيقتها عنها.
9 - والدعوة تشهد لها آثارُها إلى اليوم بما حققته للأمة من صحوة ويقظة ومن نهضة كبرى في جميع المجالات؛ في تصحيح العقيدة والعبادة، وفي إظهار السنن وشعائر الدين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد، وإحياء منهج السلف الصالح وتحكيم شرع الله في جميع شؤون الحياة، وإقامة دولة مسلمة ومجتمع على السنة في الجملة والذي لا يزال بحمد الله يشهد له بالفضل مقارنة بحال الأمة الإسلامية اليوم.
10 - والمملكة العربية السعودية وهي ثمرة من ثمار هذه الدعوة المباركة، لا تزال بحمد الله كيانًا قائمًا بدولتها ومجتمعها بالإسلام عقيدة ومنهج حياة في سائر شؤونها، لا سيما في القضاء والحدود، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتعليم وغيره.
فهي - أعني المملكة - واقع يمثل الإسلام والسنة في سائر مناحي الحياة ولا ينكره إلا مكابر أو جاهل، أو فاقد للموازين الشرعية والعلمية المعتبرة، أو حاسد يحكم بالهوى، والهوى يضل ويعمي ويصم.
ولست بذلك أزكي هذه البلاد وأهلها (حكامًا ومحكومين) تزكية مطلقة فإني أعلم أن لدينا شيئًا من التقصير، والتجاوز، والتفريط، لكن لا نزال - بحمد الله - مستمسكين بالثوابت والأصول، والأمن والجماعة واتفاق الراعي مع الرعية في العموم، ونسأل الله الثبات على الحق، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والله حسبنا ونعم الوكيل.
11 - هذا في الجملة، أما أن يكون لبعض المنصفين والمحايدين ونحوهم ملاحظات واستدراكات على الدعوة وأتباعها فهذا مما لا يضر بالأصل، ولا يضيق به الصدر، ولا كمال إلا لله تعالى ولا عصمة إلا لرسوله - صلى الله عليه وسلم -.