[المبحث الثاني معالم المنهج عند الإمام وأتباعه وأنهم على منهج السلف الصالح]
المبحث الثاني
معالم المنهج عند الإمام محمد بن عبد الوهاب
وأتباعه وأنهم على منهج السلف الصالح لا يتفرد الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب وأتباعه وعامة أهل السنة والجماعة قديمًا وحديثًا بشيء من الدين - عقيدة ومنهاجًا - عن سائرهم (كما أسلفت) .
فإن قولهم في أصول الدين وقطعياته ومسلَّماته واحد؛ في أركان الإيمان وأركان الإسلام وشروطها ومستلزماتها كذلك.
وفي أسماء الله وصفاته وأفعاله.
وفي مسائل الإيمان والأسماء والأحكام والقدر.
وفي حقوق النبي - صلى الله عليه وسلم - وآله.
وفي الشفاعة والرؤية.
وفي الصحابة والإمامة والأولياء والصالحين وعامة المؤمنين.
وفي السمع والطاعة بالمعروف.
وفي الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وفي قطعيات الأحكام والآداب.
ونحو ذلك من المنهاج الذي عليه السلف الصالح في العقيدة والعلم والعمل والتعامل، فإن السلف الصالح أهل السنة والجماعة ومنهم إمام الدعوة وأتباعها كلهم متفقون على هذه الأصول، وهي أصول الدين والاعتقاد، ولهذا فإن كل من نظر في أقوال الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب وعلماء الدعوة ومن سلك سبيلهم من أهل السنة يجزم بأنهم مثَّلوا منهج السلف الصالح أهل السنة والجماعة في الاعتقاد والقول والعمل ومنهج التعامل.
ولذلك نجد أن المخالفين (أهل الأهواء والافتراق والبدع) في العصر الحديث يعيرون كل من كان على نهج السلف الصالح أهل السنة والجماعة بأنه (وهابيًّا) فهي - بحمد الله - تزكية من الخصوم لا تقدّر بثمن؛ لأنهم صاروا يطلقون وصف (الوهابية) على التمسك بالسنة والتزام سبيل السلف الصالح.
وقد تبين بالدليل والبرهان أن ما يزعمه خصوم السنة، (أهل البدع والأهواء