الإسراء والمعراج. . . إلى أن قال: ومن ذلك أشراط الساعة مثل خروج الدجال، ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام فيقتله وخروج يأجوج ومأجوج. . . " [1] .
وقال القاضي عياض: " الأحاديث الواردة في يأجوج ومأجوج: هذه الأخبار على حقيقتها يجب الإيمان بها؛ لأن خروج يأجوج ومأجوج من علامات الساعة، وقد ورد في خبرهم أنه لا قدرة لأحد على قتالهم من كثرتهم، وأنهم يحصرون نبي الله عيسى عليه السلام ومن معه من المؤمنين الذين نجوا من الدجال، فيدعو عليهم فيهلكهم الله عز وجل أجمعين بالنغف - وهو دود في رقابهم - فيؤذون الأرض والمؤمنين بنتنهم، فيدعو عيسى وأصحابه ربهم فيرسل الله طيرا فتحملهم حيث شاء الله " [2] .
وقال السفاريني - رحمه الله -: " إن خروجهم من وراء السد على الناس حق ثابت لوروده في الذكر وثبوته عن سيد البشر، ولم يحله عقل فوجب اعتقاده " [3] .
[المسألة الثالثة السد ويأجوج ومأجوج] المسألة الثالثة: السد ويأجوج ومأجوج بنى ذو القرنين [4] سد يأجوج ومأجوج ليحجز بينهم وبين جيرانهم الذين استغاثوا به منهم. وقد ورد في القرآن الكريم ذكر هذا السد، فقال تعالى: {قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا - قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا} [الكهف: 94 - 95] [5] . [1] لمعة الاعتقاد لابن قدامة ص (30) . [2] إكمال المعلم (6 / 115، 116) . [3] لوامع الأنوار (2 / 116) . [4] اختلف في اسمه، فروي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه عبد الله بن الضحاك، وقيل: مصعب بن عبد الله، وقيل غير ذلك، وسمي بذي القرنين؛ لأنه قد بلغ المشارق والمغارب من حيث يطلع قرن الشيطان ويغرب، وقيل غير ذلك، وكان ذو القرنين عبدا مؤمنا صالحا، وهو عبر ذي القرنين الإسكندر المقدوني، فإن هذا كان كافرا، وزمنه متأخر عن المذكور في القرآن الكريم وبينهما أكثر من ألفي سنة، والله أعلم. انظر: البداية والنهاية: (2 / 102 - 106) ، وتفسير ابن كثير (3 / 100، 101) . [5] سورة الكهف، الآيتان: 94، 95.