لو شئت أن أضع قدمي على موضع خروجها لفعلت " [1] .
ومما يدل على خروجها من أعظم المساجد، ما أخرجه الطبراني في الأوسط عن حذيفة بن أسيد - أراه رفعه - قال: «تخرج الدابة من أعظم المساجد، فبينا هم إذ دبت الأرض فبينا هم كذلك إذ تصدعت» . قال ابن عيينة [2] تخرج حين يسوي الإمام الجمع، وإنما جعل سابقا ليخبر الناس أن الدابة لم تخرج [3] .
قال محمد صديق حسن خان: وهو المشهور [4] .
القول الثاني: أن لها خرجات، الأولى من أقصى البادية، ثم تختفي، ثم تخرج من بعض أودية تهامة، ويصدق عليها أنه من وراء مكة، وفي المرة الأخيرة تخرج من مكة. وهذا القول الأخير هو الذي يجمع بين الأقوال في خروجها.
يقول السخاوي - رحمه الله - " وتخرج كما في بعض المرفوعات أو الموقوفات ثلاث خرجات من الدهر، فمرة من أقصى البادية ولا يدخل ذكرها القرية، يعني مكة، ثم تكمن زمانا طويلا ثم تخرج مرة أخرى دون تلك فيعلو ذكرها في أهل البادية ويدخل ذكرها القرية، يعني مكة، " [5] .
ويقول محمد صديق حسن خان بعد ذكره للأقوال في خروج الدابة: ويجمع بين هذه الأقوال بما جاء في الأحاديث المرفوعة والموقوفة كما قال السخاوي وغيره من أنها تخرج ثلاث خرجات [6] ثم ذكر كلام السخاوي السابق. [1] تفسير القرطبي (13 / 263) . [2] هو سفيان بن عيينة بن ميمون الهلالي، أبو محمد، محدث الحرم المكي، ولد سنة 107 هـ، وكان حافظا ثقة ثبتا إماما، قيل: حج سبعين سنة، توفي سنة 198هـ. تذكرة الحفاظ (1 / 242) . [3] أخرجه الطبراني في الأوسط (2 / 176) ، وقال الهيثمي في المجمع (8 / 8) : رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات. [4] الإذاعة (139) . [5] القناعة فيما يحسن الإحاطة به من أشراط الساعة للسخاوي ص (40) . [6] الإذاعة (139) .