اللزام [1] والروم [2] والبطشة [3] والقمر [4] والدخان» [5] .
2 - وذهب كثير من العلماء سلفا وخلفا إلى أن الدخان هو من الآيات المنتظرة التي لم تأت بعد، وسيقع قرب يوم القيامة، وإلى هذا ذهب علي بن أبي طالب وابن عباس وأبو سعيد الخدري رضي الله عنهم وغيرهم، وكثير من التابعين.
وقد رجح الحافظ ابن كثير - رحمه الله - هذا، مستدلا بالأحاديث التي سبق ذكرها عند الاستدلال على هذه الآية (آية الدخان) ، وبغيرها من الأحاديث، وأيضا بما أخرجه ابن جرير وغيره عن عبد الله بن أبي مليكة [6] قال: غدوت على ابن عباس - رضي الله عنهما - ذات يوم فقال: " ما نمت البارحة حتى أصبحت، قلت: لم؟ قال: قالوا: طلع الكوكب ذو الذنب، فخشيت أن يكون الدخان قد طرق، فما نمت حتى أصبحت " [7] .
قال ابن كثير - رحمه الله - بعد ذكره لهذا الأثر: " وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس رضي الله عنهما حبر وترجمان القرآن، وهكذا قول من وافقه من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم مع الأحاديث المرفوعة من الصحاح والحسان وغيرها [1] اللزام: هو ما جاء في قوله تعالى: " فقد كذبتم فسوف يكون لزاما " سورة الفرقان، الآية 77. أي يكون عذابا لازما نتيجة تكذيبهم، وهو ما وقع لكفار قريش في بدر من القتل والأسر. انظر: تفسير البغوي (3 / 380) ، وتفسير ابن كثير (3 / 330) ، وشرح صحيح مسلم للنووي: (17 / 143) . [2] إشارة إلى قوله تعالى: " الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ " سورة الروم، الآيات (1 - 3) . [3] إشارة إلى قوله تعالى: " يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ " سورة الدخان، الآية: 16. [4] إشارة إلى قوله تعالى: " اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ " سورة القمر، الآية: 1. [5] أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب التفسير، (6 / 41) ، ومسلم في صحيحه: كتاب صفات المنافقين (4 / 2157) . [6] هو الإمام الجليل أبو بكر عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة زهير بن عبد الله بن جدعان التيمي المكي، أحد تلامذة ابن عباس - رضي الله عنهما - كان قاضيا ومؤذنا لعبد الله بن الزبير، وكان ثقة فاضلا كثير الحديث، روى عن العبادلة الأربعة وأدرك ثلاثين من الصحابة، توفي سنة 117هـ. انظر: مشاهير علماء الأمصار (82) ، وسير أعلام النبلاء (5 / 88) . [7] أخرجه ابن جرير في تفسيره (15 / 113) ، وذكره ابن كثير في تفسيره (4 / 125) .