المبحث الأول: معنى الأشراط والعلامات لغة الأشراط جمع شرط بالتحريك، والشرط العلامة، وأشراط الساعة أي علاماتها، وأشراط الشيء أوائله، ومنه شرط السلطان وهم نخبة أصحابه الذين يقدمهم على غيرهم من مجموع جنده.
قال الجوهري ([1]) " أشراط الساعة علاماتها وأسبابها التي دون معظمها وقيامها " [2] .
وقال ابن الأثير ([3]) " الأشراط: العلامات، واحدها شرط بالتحريك، وبه سميت شرط السلطان؛ لأنهم جعلوا لأنفسهم علامات يعرفون بها " [4] .
وقال القرطبي في تفسير قوله تعالى: {فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ} [محمد: 18] [5] .
" أشراطها أي أماراتها وعلاماتها، وقيل: أشراط الساعة أسبابها التي هي دون معظمها، وفيه يقال للدون من الناس الشرط. . . إلى أن قال: وواحد الأشراط شرط، وأصله الأعلام، ومنه قيل الشرط؛ لأنهم جعلوا لأنفسهم علامة يعرفون بها، ومنه الشرط في البيع وغيره " [6] . [1] هو أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري، أحد أئمة اللغة والأدب، يضرب به المثل في ضبط اللغة وحسن الخط وجودته، من أشهر مؤلفاته كتاب الصحاح، توفي سنة 393 هـ. معجم الأدباء (2 / 292) ، سير أعلام النبلاء (7 / 80) ، بغية الوعاة (1 / 446) . [2] الصحاح للجوهري (3 / 136) . [3] أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن عبد الكريم الشيباني الجرزي، العلامة البارع البليغ، قرأ الحديث والأدب، صنف تصانيف مفيدة من أشهرها النهاية في غريب الحديث، توفي سنة 606 هـ، سير أعلام النبلاء (21 / 488) ، بغية الوعاة (2 / 274 - 275) . [4] النهاية في غريب الحديث (2 / 460) . [5] سورة محمد، الآية: 18. [6] الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (16 / 240) .