تسيل الصخر حتى يبقى مثل الآنك، ثم يصير كالفحم الأسود، وان ضوءها كان الناس يسيرون عليه بالليل إلى تيماء [1] وأنها استمرت شهرا، وقد ضبط ذلك أهل المدينة وعملوا فيها أشعارا " [2] .
وهذه النار غير النار التي تخرج في آخر الزمان وتحشر الناس وتبيت معهم حيث باتوا، وتقيل معهم حيث قالوا، وسيأتي الكلام عليها إن شاء الله تعالى في ذكر الأشراط الكبرى، قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - " والذي ظهر لي أن النار المذكورة في الحديث هي التي ظهرت في نواحي المدينة، كما فهمه القرطبي وغيره، وأما النار التي تحشر الناس، فنار أخرى " [3] .
وقال البرزنجي: بعد ذكره لهذه النار: " وهذه النار غير النار التي تخرج آخر الزمان تحشر الناس إلى محشرهم، تبيت معهم وتقيل " [4] . [1] تيماء: بالفتح، بلدة تقع شمال المدينة النبوية على بعد (420) كيلا والتيماء في الأصل: الأرض التي لا ماء فيها. معجم البلدان (2 / 67) . المعالم الأثيرة في السنة النبوية والسيرة (ص 74) . [2] النهاية في الفتن والملاحم لابن كثير (1 / 26، 27) . [3] فتح الباري (13 / 79) . [4] الإشاعة لأشراط الساعة (94) .