وفي رواية أبي داود: ". . . «فيخرج رجل من أهل المدينة هاربا إلى مكة، فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام، ويبعث إليه بعث من الشام» . . . " [1] الحديث.
ومن مجمل الروايات السابقة يتبين لنا أن المهدي رجل صالح يخرج في آخر الزمان، ويأوي إلى مكة هاربا من المدينة، فيبايع بين الركن والمقام عند الكعبة المشرفة، فيبعث إليه جيش لقتله فيخسف بهم، وينصره الله ويؤيده فيحكم بالإسلام، وينشر العدل بين الناس، ويعم الرخاء والنعمة بزمانه، ويلتقي مع نبي الله عيسى عليه السلام فيؤم الأمة وعيسى عليه السلام يصلي خلفه، ويخرج معه ويساعده على قتل الدجال، ويعيش سبعا أو تسع سنين، ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون.
[المسألة الخامسة تواتر أحاديث المهدي] المسألة الخامسة: تواتر أحاديث المهدي لقد نص على تواتر الأحاديث في المهدي تواترا معنويا عدد من الأئمة والعلماء:
يقول الحافظ أبو الحسن الآبري ([2]) " وقد تواترت الأخبار واستفاضت وكثرت بكثرة رواتها عن المصطفى صلى الله عليه وسلم بخروجه، وأنه من أهل بيته، وأنه يملك سبع سنين، وأنه يملأ الأرض عدلا، وأنه يخرج مع عيسى عليه السلام فيساعده على قتل الدجال بباب لد [3] بأرض فلسطين، وأنه يؤم هذه الأمة ويصلي عيسى خلفه " [4] . [1] أخرجه أبو داود: كتاب المهدي (4 / 475) . [2] هو أبو الحسن محمد بن الحسين بن إبراهيم بن عاصم السجستاني الآبري، المحدث، الحافظ، المؤرخ، صاحب مناقب الإمام الشافعي، توفي سنة 363 هـ.
سير أعلام النبلاء (16 / 299) ، شذرات الذهب (3 / 46) . [3] لد: بالضم والتشديد، بلدة معروفة في فلسطين، قريبة من بيت المقدس، وهي التي ببابها يدرك عيسى عليه السلام الدجال فيقتله. معجم البلدان: (5 / 15) . [4] انظر كلامه هذا في تهذيب التهذيب: (9 / 144) .