المبحث الأول: مصادر العقيدة عند الإمام أبي حنيفة
إن مسائل أصول الدين قد بينها الله ورسوله بيانا شافيا قاطعا للعذر؛ إذ أن أمور الاعتقاد من أعظم ما بلّغه الرسول صلى الله عليه وسلم البلاغ المبين وبينه للناس، بل هو أعظم ما أقام الله به الحجة على عباده بالرسل الذين بينوه وبلغوه [1].
وعلى هذا جرى الصحابة على اتباع كلام الله المنزل، والاقتداء بهدي الرسول صلى الله عليه وسلم والاقتداء بأقواله وأفعاله.
فلم يكن عند أحد منهم ما يستدل به على مسائل العقيدة سوى كتاب الله ثم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال المقريزي: "لم يكن عند أحد منهم ما يستدل به على وحدانية الله تعالى وعلى إثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم سوى كتاب الله ... " [2].
فمنه استمدوا معلوماتهم عن الله والملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر والقدر خيره وشره إلى غير ذلك من القضايا التي تشكل أصول الإيمان وأركانه، وكلها جميعا في القرآن والسنة. وعلى هذا المنهج جرى [1] انظر درء تعارض العقل والنقل 1/27 بتصرف. [2] خطط المقريزي 2/356.