الباب الثالث: اعتقاده في الإيمان
وفيه خمسة فصول:
الفصل الأول: مسمى الإيمان عند أبي حنيفة وهل يدخل فيه العمل؟.
الفصل الثاني: زيادة الإيمان ونقصانه.
الفصل الثالث: الاستثناء في الإيمان.
الفصل الرابع: علاقة الإسلام بالإيمان.
الفصل الخامس: حكم مرتكب الكبير.
لإنسان مع بغضه له لا يكون عابدا له، ولو أحب شيئا ولم يخضع له لم يكن عابدا له، كما يحب الرجل ولده وصديقه.
ولهذا لا يكفي أحدهما في عبادة الله تعالى، بل يجب أن يكون الله أحب إلى العبد من كل شيء، وأن يكون الله أعظم عندهم من كل شيء، بل لا يستحق المحبة والذل التام إلا الله. وكل ما أُحبّ لغير الله فمحبته فاسدة وما عظم بغير أمر الله فتعظيمه باطل" [1].
ويطلق اسم العبادة على الأعمال الشرعية التي تُفعل تقربا إلى الله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة" [2].
2- شروطها
العبادة الشرعية لا تكون مقبولة عند الله ومرضية إلا أن تتوفر فيها ثلاثة أصول، وإلا فهي مردودة على صاحبها غير مقبولة.
وفي بيان تلك الأصول الثلاثة يقول صاحب كتاب أضواء البيان:
"اعلم أولا أن القرآن العظيم دل على أن العمل الصالح هو ما استكمل ثلاثة أمور:
الأول: موافقته لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم لأن الله يقول: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ [1] العبودية ص44. [2] العبودية ص38.