سفر، فكنا إذا علونا كبرنا، فقال: اربعوا [1] على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا تدعون سميعا بصيرا قريبا ... " [2].
2- وحديث عائشة رضي الله عنها قالت: "قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن جبريل عليه السلام ناداني قال: إن الله قد سمع قول قومك وما ردوا عليك" [3].
وهاتان الصفتان من صفات الكمال ونعوت الجلال ألا ترى الخليل عليه السلام كما أخبر الله عنه يوبخ أباه بقوله: {لأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً} "سورة مريم: الآية42".
وقال تبكيتا لعباد الأصنام: {قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ} "سورة الشعراء: الآيتان 72،73".
فدل ذلك على أن المودع في الفطر أن من شأن الإله أن يكون سميعا يجيب من دعاه، بصيرا يرى من يعبده[4]، فالله لا يعزب عن سمعه مسموع وإن خفي، فيسمع دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء، ويرى كل شيء وإن خفي قريبا أو بعيدا فلا تؤثر على رؤيته الحواجز والأستار" [5]. [1] اربعوا: بهمزة وصل مكسورة ثم موحدة مفتوحة من ربع ـ الثلاثي ـ أي ارفقوا، ولا تجهدوا أنفسكم. انظر فتح الباري 11/188. [2] كتاب التوحيد من صحيح البخاري باب {وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعاً بَصِيراً} 13/372 ح7386؛ ومسلم في كتاب الذكر والدعاء باب استحباب خفض الصوت بالذكر 4/2076 ح2704 كلاهما من طريق أبي عثمان عن أبي موسى الأشعري. [3] كتاب التوحيد من صحيح البخاري باب {وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعاً بَصِيراً} 13/372 ح7389 من طريق عروة عن عائشة. [4] انظر العقائد السلفية ص63. [5] الكواشف الجلية ص147.