وأما الآثار عن السلف فمنها قول عبد الله بن مسعود في دعائه: "اللهم زدنا إيمانا ويقينا وفقها" [1].
وقول عمير بن حبيب الخطمي: "الإيمان يزيد وينقص قيل له: وما زيادته ونقصانه؟ قال: إذا ذكرنا الله عزَّ وجلَّ وحمدناه وخشيناه فذلك زيادته، فإذا غفلنا وضيعنا فذلك نقصانه" [2].
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول لأصحابه: "هلموا نزدد إيمانا فيذكرون الله" [3].
وكان معاذ بن جبل رضي الله عنه يقول للرجل: "اجلس بنا نؤمن ساعة؛ فيجلسان فيذكران الله ويحمدانه" [4].
قال أبو عبيد القاسم بن سلام: "فالأمر الذي عليه السنة عندنا ما نص عليه علماؤنا مما اقتصصناه في كتابنا هذا أن الإيمان بالنية والقول والعمل جميعا، وأنه درجات بعضها فوق بعض، إلا أن أولها وأعلاها الشهادة باللسان كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي جعله فيه بضعة وسبعين جزءا، فإذا نطق بها القائل أقر بما جاء من عند الله لزمه اسم الإيمان بالدخول فيه بالاستكمال عند الله لا على تزكية النفوس، وكلما ازداد طاعة وتقوى ازداد به إيمانا" [5]. [1] شرح أصول الاعتقاد 3/942، وكتاب الشريعة ص112.. [2] الإيمان لابن أبي شيبة ص36؛ والشريعة للآجري ص112. [3] الإيمان لابن أبي شيبة ص36؛ والشريعة للآجري ص112. [4] الإيمان لابن أبي شيبة ص36؛ والإيمان لأبي عبيد ص72؛ شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 3/943. [5] الإيمان ص66.