قال الناصري الحنفي شارحا كلام الطحاوي: "فهذا إخبار منهم أن رسالته عمت الجن والإنس، وإنما قالوا ذلك لدلالات موجبات العلم، منها قول الله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً} "سورة الأعراف: الآية158".
ومنها قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاّ كَافَّةً لِلنَّاسِ} "سورة سبأ: الآية28".
فتعميم رسالته جميع الناس دليل على تعميمها جميع الجن ... " [1].
"ج" السيادة على الناس يوم القيامة:
جاءت الأحاديث بإثبات سيادة النبي صلى الله عليه وسلم على الناس يوم القيامة، كقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من ينشق عنه القبر وأول شافع وأول مشفع" [2].
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: " أنا سيد الناس يوم القيامة وهل تدرون بم ذاك؟ يجمع الله يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد". وذكر الحديث وفيه: " فأنطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجدا لربي، ثم يفتح الله علي ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه لأحد قبلي ثم يقال: يا محمد ارفع رأسك سل تعطه واشفع تشفع ... "[3]. [1] النور اللامع "ق-66-أ". [2] أخرجه مسلم كتاب الفضائل باب تفضيل نبينا صلى الله عليه وسلم على جميع الخلائق 4/1782 ح2278 من طريق عبد الله بن فروخ عن أبي هريرة. [3] أخرجه مسلم كتاب الإيمان باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها 1/184 ح"194" من طريق أبي زرعة عن أبي هريرة.