وفي هذا يقول ابن كثير: "والعجب أنه قد ذهب بعض أهل الكوفة من أهل السنة إلى تقديم عليّ على عثمان، ويحكى عن سفيان الثوري، ولكن يقال إنه رجع عنه [1]. ونقل مثله عن وكيع بن الجراح ونصره ابن خزيمة والخطابي وهو ضعيف مردود" [2].
وروي هذا القول عن الإمام أبي حنيفة فقد أسند إليه ابن عبد البر في الانتقاء قوله: "الجماعة أن تفضل [3] أبا بكر وعمر وعليا وعثمان وما تتنقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ... " [4].
وجاء في السير الكبير لمحمد بن الحسن الشيباني أن نوح بن أبي مريم سأل أبا حنيفة عن مذهب أهل السنة فقال: "أن تفضِّل أبا بكر وعمر وتحب عليا وعثمان ... " [5].
وجاء في مناقب أبي حنيفة للمكي: "كان أبو حنيفة يفضل أبا بكر على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ثم عمر، ثم يقول عليّ وعثمان".
وقال ابن أبي العز: "وقد روي عن أبي حنيفة تقديم عليّ على عثمان رضي الله عنهما ولكن ظاهر مذهبه تقديم عثمان على عليّ، وعلى هذا عامة أهل السنة" [6]. [1] انظر فتح الباري 7/16. [2] الباعث الحثيث ص183، ط دار الكتب العلمية. [3] في الأصل: "أن فضل أبا بكر.." وهو غلط، والصواب ما أثبت لأن ما بعده مفعول به منصوب. [4] ص63. [5] 1/158. [6] شرح العقيدة الطحاوية ص570.