المبحث الأول: الإمامة في قريش
يرى الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى أن من شرط الإمام أن يكون قرشيا. دل على هذا المعتقد قول البغدادي: "دلت الشريعة على أن قريشا لا يخلو منهم من يصلح للإمامة، فلا يجوز إقامة الإمام للكافة من غيرهم. فقد نص الشافعي رضي الله عنه على هذا في بعض كتبه وكذلك رواه زرقان [1] عن أبي حنيفة " [2].
وما ذهب إليه الإمام أبو حنيفة هو مذهب الأئمة الثلاثة قال الإمام مالك: "ولا يكون ـ أي الإمام ـ إلا قرشيا وغيره لا حكم له" [3].
وقال الإمام أحمد: "الخلافة في قريش ما بقي من الناس اثنان، ليس لأحد من الناس أن يتنازعهم فيها ولا يخرجه عليهم" [4].
وما ذهب إليه أئمة الفقه الأربعة هو قول جماهير أهل العلم.
قال ابن حجر: "ذهب جمهور أهل العلم أن شرط الإمام أن يكون قرشيا" [5]. [1] لعله محمد بن حفص الزرقان. [2] أصول الدين للبغدادي ص275. [3] أحكام القرآن لابن العربي 4/1، 172. [4] طبقات الحنابلة 1/26. [5] فتح الباري 13/118.