ظواهر نصوص الشرع ظنية غير قطعية، كما أنه لم يقل إن أخبار الآحاد الصحيحة لا تثبت بها العقيدة.
بل يظهر من صنيع الإمام أبي حنيفة الاستدلال بخبر الآحاد كما سبق الكلام عليه، بل إنه قد استدل في جوانب من العقيدة بأخبار الآحاد ومنه حديث الجارية.
وهذا ما عليه الإمام أبو حنيفة وصاحباه أبو يوسف ومحمد. فقد قرر الطحاوي في بيان اعتقاد أهل السنة والجماعة على مذهب أبي حنيفة وصاحبيه حيث قال: "وكل ما جاء في ذلك من الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو كما قال ومعناه على ما أراد الله ولا ندخل في ذلك متأولين ولا متوهمين بأهوائنا" [1].
وقال محمد بن الحسن: " اتفق الفقهاء كلهم من المشرق إلى المغرب على أن الإيمان بالقرآن والأحاديث التي جاءت بها الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفة الرب عزَّ وجلَّ ... "[2].
وقال في مثل حديث النزول وغيره: ""هذه الأحاديث قد روتها الثقات فنحن نرويها ونؤمن بها" [3]. [1] العقيدة الطحاوية بتعليق الألباني ص 26، 27. [2] أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 3/432-433.
من طريق سليمان بن داود بن طلحة عن عبد الله بن أبي حنيفة الدوسي.
وأورده شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى 4/4-5.
والذهبي في العلو ص113.
قال شيخ الإسلام: "ثبت عن محمد بن الحسن". [3] أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 3/433.
وابن قدامة في إثبات العلو ص170، ط مكتبة العلوم والحكم، والذهبي في العلو ص113.
جميعهم من طريق أبي عمرو بن وهب عن شداد بن حكيم. =