نام کتاب : أصول مسائل العقيدة عند السلف وعند المبتدعة نویسنده : سعود بن عبد العزيز الخلف جلد : 1 صفحه : 23
الأشاعرة؟ فهؤلاء جميعا يدعون العقل وهم مختلفون.فأي عقل من تلك العقول يزعم هؤلاء المتكلمون أنه مقدم على الشرع.
والواقع أنهم يقدمون عقل اليونانيين الوثنيين المشركين على كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم. فأي فساد في الدين أعظم من هذا وأي انحراف أكبر من هذا نعوذ بالله من الخذلان.
2 - إن معرفة الله تعالى والإيمان به ليس منوطاً بالأدلة العقلية كما يتوهم المتكلمون، لأن معرفة الله والإقرار به قد جعله الله في فطر بني آدم، كما أن جل الذين آمنوا من بني آدم إن لم يكن كلهم قد اهتدوا إلى الإيمان بدون أن يعرفوا تلك الأدلة، كما أن الهداية هي من الله تعالى فليست منوطة بالعقل أو بالأدلة العقلية، بل هي نور من الله يقذفه في قلب من شاء من عباده. فعلى هذا تكون دعوى المتكلمين إن الأدلة العقلية هي التي استدلوا بها على الله تعالى كاذبة خاطئة.
3 - إذا كان العقل دل المتكلمين على صحة الشرع وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم، فإن الواجب عليهم هنا أن يسلموا للشارع وينقادوا لكلامه، لأنه أمرهم بذلك، وهم قد أقروا لله بالألوهية وللرسول عليه الصلاة والسلام بالرسالة. فيلزمهم بناء على ذلك أن لا يقدموا على كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم رأياً ولا هوى ولا قول أحد من الناس، لأن الله أمرهم بذلك. وهذا مثل ما لو أن إنساناً كان في صحراء فتاه عن الطريق وهو يريد الذهاب إلى منطقة معينة، فلم يهتد للطريق فوجد رجلاً عرف من حاله وكلامه أنه خبير بالطريق الموصلة إلى البلدة التي يريد الذهاب إليها، فطلب منه أن يرشده الطريق. فهل يليق بعد ذلك أن يعترض عليه ويأبى أن ينقاد إليه؟ إنه إن فعل ذلك فهذا دليل على أنه لم يقر للرجل بأنه خبير بالطريق، وفي ذلك طعن في حكمه على الشخص من قبل بأنه خبير بالطريق. فكذلك من لم
نام کتاب : أصول مسائل العقيدة عند السلف وعند المبتدعة نویسنده : سعود بن عبد العزيز الخلف جلد : 1 صفحه : 23