نام کتاب : أصول مسائل العقيدة عند السلف وعند المبتدعة نویسنده : سعود بن عبد العزيز الخلف جلد : 1 صفحه : 48
فهذه النصوص وغيرها كثير تدل على أن الإيمان يزيد وينقص وأن زيادته بالطاعة ونقصه بالمعصية وتقع الزيادة والنقصان على ما في القلب والجوارح.
فالإيمان المتعلق بالقلب من اليقين والحب والتعظيم والخوف من الله عز وجل وكذلك سائر الأعمال القلبية تزداد وتنقص. وكذلك الإيمان المتعلق بالجوارح من الصلاة والزكاة والحج وسائر الأعمال كلما زادت زاد الإيمان وإن نقصت نقص الإيمان.
وإن ارتكب المسلم شيئا من المحرمات نقص إيمانه الذي في قلبه من حب الله واليقين بلقائه وتعظيمه والخوف منه كما أنه نقص إيمانه بارتكابه ما حرم الله عز وجل عليه، والنقص للإيمان القلبي وكذلك الزيادة شيء طردي بمعنى أن الطاعة تزيد في إيمان القلب، وإيمان القلب يبعث الجوارح على العمل.
وكذلك المعصية تضعف إيمان القلب والقلب يضعف عمل الجوارح، وهذا شيء يدركه الإنسان المسلم المنتبه لآثار أعماله، فإنه إذا أطاع الله تعالى فإنه يشعر بقوة الرغبة فيما عند الله والحب له وانشراح الصدر للازدياد من الطاعات وكذلك إذا أخل بواجب أو عصى الله عز وجل فإنه يشعر بضعف إيمانه ويقينه وضعف رغبته فيما عند الله تعالى، كما يؤثر ذلك أيضا على انبعاثه للطاعات فلا يجد نفسه مقبلا عليها راغبا فيها بسبب معصيته، كما أنه سيشعر بضعف في مقاومة المفاسد والمعاصي وقد يقع فيها مرة بعد مرة إذا لم يتداركه الله برحمته وهدايته. وهذا مصداق ما روي عن عبد الله مسعود رضي الله عنه قال: "إن الرجل ليذنب الذنب فينكت في قلبه نكتة سوداء ثم يذنب الذنب فتنكت أخرى حتى يصير لون قلبه لون الشاة الربداء".[1]،وما روي عن عطاء بن أبي رباح رحمه الله تعالى قال: "ليس إيمان من أطاع الله كإيمان من عصى الله".2 [1] الربداء لون بين السواد والغبرة. وأخرج الأثر ابن أبي شيبة في الإيمان ص: 6، وقال الألباني صحيح الإسناد.6
2 شرح أصول اعتقاد أهل السنة 3/956
نام کتاب : أصول مسائل العقيدة عند السلف وعند المبتدعة نویسنده : سعود بن عبد العزيز الخلف جلد : 1 صفحه : 48