نام کتاب : أضواء إسلامية على بعض الأفكار الخاطئة نویسنده : المدخلي، ربيع بن هادي جلد : 1 صفحه : 58
{قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ} .
{قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} .
{ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ}
وهؤلاء نظروا من نفس الزاوية إلى البشرية واحتقروها فعز عليهم يكون رسول الله بشرا وتلقفوا أسطورة من نسج خيال أعداء الإسلام أن رسول الله خلق من نور، وهذه الدسيسة تشبه إلى مدى بعيد دسيسة اليهود على النصارى، واليهود أعدى أعداء عيسى عليه السلام فدسوا على أتباعه أنه ابن الله وأنه هو الله لقصد إضلالهم ولا يبعد أن تكون فكرة أن رسول الله ليس بشرا وإنما هو من نور دسيسة من دسائس اليهود والقصد إضلال المسلمين ونحن بحمد الله معشر المؤمنين نرى الإنسان البشر المؤمن العادي أفضل من جميع الأنوار فكيف برسول الله الذي هو أفضل الخلق أجمعين.
قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} .
وكل ما في السموات والأرض سخره الله لهذا الإنسان البشر {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} .
فأنوار الكواكب والشمس والقمر والنار والكهرباء كلها مسخرة لهذا البشر الكريم فالذي يجرد رسول الله من بشريته فقد احتقره من حيث يعزم أنه يكرمه ويجله ثم هذه الأسطورة لا تستطيع أن تثبت أمام نص واحد من القرآن وقد تقدمت لكم النصوص التي تلوناها على مسامعكم، ونضيف إليها الآن ما لا يدع مجالا للشك في الإيمان ببشرية رسول الله المثلى قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} فقد أكد
نام کتاب : أضواء إسلامية على بعض الأفكار الخاطئة نویسنده : المدخلي، ربيع بن هادي جلد : 1 صفحه : 58