نام کتاب : إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد نویسنده : الفوزان، صالح بن فوزان جلد : 1 صفحه : 126
لا يتوصلون إلى الملوك والسلاطين إلاَّ بوسائط من الوزراء والمقرّبين لدى الملوك ليبلّغوا حوائجهم إلى الملوك والسلاطين، قاسوا الله جل وعلا على خلقه، فقالوا: لابد أن نجعل بيننا وبين الله واسطة ترفع حوائجنا إلى الله عزّ وجلّ. وتقرّبوا إلى هؤلاء الوسائط بأنواع العبادات: فذبحوا لهم من دون الله، ونذروا لهم من دون الله، كالحاصل عند قبور الأولياء اليوم، يذبحون للقبور، وينذرون لها، ويطوفون بها، ويتمرّغون على ترابها، ويتمسحون بجدرانها وشبابيكها؛ من أجل أن هؤلاء الموتى رجال صالحون، يرفعون حوائج هؤلاء إلى الله بزعمهم.
هذه هي الوسيلة عند هؤلاء، الذين انتكست أفهامهم، وهذا تنقُّص لله سبحانه وتعالى، وقد رد الله عليهم بقوله: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللهِ} ، وقال تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللهِ زُلْفَى إِنَّ اللهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} ، اتخذوا الوسائط من الأولياء بزعمهم أنهم يقرّبونهم إلى الله زلفى، أو يشفعون لهم عند الله، فعبدوهم من دون الله، فصرفوا العبادة للمخلوقين من أجل أن المخلوقين يتوسطون عند الله سبحانه وتعالى.
هذا شرك الأولين وشرك أهل هذا الزمان باتخاذ الوسائط والشفعاء من الأموات والغائبين بينهم وبين الله سبحانه وتعالى، وصرفوا لهم أنواع العبادات والقُربات، بما زيّن لهم شياطين الإنس والجن من هذه الأباطيل، هذه هي الوسيلة عند هؤلاء.
أما الوسيلة في القرآن والسنة فمعناها: الطاعة والعبادة، وليست اتخاذ الأشخاص وسائط، وإنما هي الطاعة والعبادة لله عزّ وجلّ، والله تعالى قريب مجيب، يعلم كل شيء، ليس بحاجة بأن تجعل بينك وبينه وسائط، بل ارفع حوائجك إليه، مباشرة، وصلِّ له، وانحر له، وانذر له، واعبده، وهو سبحانه وتعالى قريب مجيب: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} ، ما الداعي إلى إنك تجعل بينك وبين الله وسائط وهو قريب يسمعك ويراك سبحانه وتعالى ويجيب؟، {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} ، باب الله مفتوح في الليل والنهار، وهو قريب من عباده سبحانه وتعالى،
نام کتاب : إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد نویسنده : الفوزان، صالح بن فوزان جلد : 1 صفحه : 126