نام کتاب : إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد نویسنده : الفوزان، صالح بن فوزان جلد : 1 صفحه : 225
فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها، وربما ألقاها قبل أن يدركه، فيكذب معها مائة كذبة، فيُقال: أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا: كذا وكذا؟، فيُصرَّف بتلك الكلمة التي سُمعت من السماء".
ـــــــــــــــــــــــــــــ
يخدمه الشيطان بما يريد من الأمور الغائبة عن بني آدم، قال تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْأِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْأِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (128) } ، هذا فيه أن الله سبحانه وتعالى إذا حشر الشياطين يوم القيامة وحشر الكهان وعملاء الشياطين يوبخهم: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْأِنْسِ} ، يعني: أهلكتم كثيراً من الإنس، {وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْأِنْسِ} ، يعني: الكهان والسحرة وكل من يتعامل مع الشياطين {رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ} هم خدمونا ونحن خدمناهم في الدنيا {وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا} الآن وقفنا بين يديك يا ربنا، فيقول: {النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللهُ} ، هذا مآل السحرة والكهان مع أوليائهم من الشياطين.
وقال سبحانه: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْأِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً (6) } يقولون: نعوذ بسيد هذا الوادي من شر سفهاء قومه، {فَزَادُوهُمْ رَهَقاً} أي: خوفاً. أما لو أنهم عاذوا بالله لأعاذهم وقوّاهم، وأذهب ما بهم من الفزع، ولا يضرهم أحد إذا توكلوا على الله وعاذوا بالله، لكن عاذوا بمخلوق فأذلهم الله سبحانه وتعالى.
وقوله: "حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن" دلّ على أنهما من فصيلة واحدة، وأنهم يتلقون عن الشياطين.
قال سبحانه مبيّناً سند الكهان والسحرة والمشعوذين: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ (223) } .
قوله: "فيكذب معها مائة كذبة" هذا المقصود من استراق السمع؟، من أجل أن يخدعوا الإنس، ومن أجل أن يخلطوا الحق بالباطل، ويلبسوا الحق بالباطل، لأنهم لو جاءوا بالباطل الخالص المحض ما صدقهم أحد، لكن إذا خلطوه بشيء من الحق صدقهم الناس، فيكون هذا فيه فتنة لضعفاء الإيمان وضعفاء العقول، يأخذون الباطل الكثير بسبب حق يسير خالطه.
نام کتاب : إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد نویسنده : الفوزان، صالح بن فوزان جلد : 1 صفحه : 225