بأن الله كان وكان كلامه؟ أو كان الله ولم يكن كلامه؟ فقال الرجل: بل كان الله وكان كلامه. قال: فتبسم الشافعي وقال: يا كوفيون إنكم لتأتوني بعظيم من القول إذا كنتم تقرون بأن الله كان قبل القبل وكان كلامه فمن أين لكم الكلام: إن الكلام الله، أو سوى الله، أو غير الله، أو دون الله؟ قال: فسكت الرجل وخرج» [1].
12 - وفي جزء الاعتقاد المنسوب للشافعي - من رواية أبي طالب العشاري [2] - ما نصّه قال: وقد سُئل عن صفات الله عز وجل وما ينبغي أن يؤمن به، فقال: «لله تبارك وتعالى أسماء وصفات جاء بها كتابه وأخبر بها نبيه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أمته [1] مناقب الشافعي (1/ 407، 408). [2] هو محمد بن علي العشاري شيخ صدوق معروف، وقد تفرد برواية هذا الجزء وهو مما أدخل عليه فحدّث به بسلامة باطن قاله الذهبي في الميزان (3/ 656)، لكن اعتمد غير واحد من السلف ما هو مثبت في هذه العقيدة كالموفق بن قدامة في كتاب صفة العلو ص124، وابن أبي يعلى في الطبقات (1/ 382)، وابن القيم في اجتماع الجيوش ص165، والذهبي نفسه في السير (10/ 79)، ثم إن هذه الرسالة التي سأنقلها بنصها قد قرئت على الإمام الحافظ ابن نصر الدمشقي ونقلها جميعها ابن أبي يعلى في الطبقات وسأثبت الفروق بينهما.