خلقه، وكثير منها طوى علمه عن الملائكة والمرسلين فضلا عن غيرهم من العالمين.
وأنه يعلم ما في البراري والقفار من الحيوانات والأشجار، والرمال والحصى والتراب، وما في البحار من حيوانات ومعادنها وصيدها، وغير ذلك مما تحتويه أرجاؤها ويشتمل عليه ماؤها، كل ذلك عنده في كتاب مبين، أي في اللوح المحفوظ، وهذا دليل على عظمته سبحانه وتعالى، ولو أن الخلق اجتمعوا كلهم على أن يحيطوا ببعض صفاته لم يكن لهم قدرة ولا طاقة على ذلك.
فالنصوص الشرعية الدالة على صفة العلم كثيرة، فأهل السنة والجماعة أجمعوا على الإيمان بها وأثبتوا ما تدل عليه معنى ونَفَوا الكيفية.
قال الأشعري في رسالة أهل الثغر [ص (66) ] : (وأجمعوا على أنه تعالى لم يزل موجودا حيا قادرا عالما. .) ، أما الجهمية فأنكروا أن يكون لله علم أضافه لنفسه، وجحدوا أن يكون قد أحاط بكل شيء علما، وحاربوا النصوص الدالة على ذلك، فمعبودهم على هذا الاعتقاد ليس العليم الخبير الذي هو بكل شيء عليم وإنما يعبدون العدم.