محمد بن علي الجواد
كان من أعيان بني هاشم، وهو معروف بالسخاء والسؤدد ولهذا سمي (الجواد) ومات وهو ابن خمس وعشرين سنة.
وكان المأمون زوجه بابنته، وكان يرسل إليه في السنة ألف ألف درهم، واستقدمه المعتضد إلى بغداد ومات بها رضي الله عنه.
وقال الشيخ رحمه الله: وأما موسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي- فلا يستريب من له من العلم نصيب أن مالك بن أنس وحماد بن زيد وحماد بن سلمة والليث بن سعد والأوزاعي ويحيى بن سعيد ووكيع بن الجراح وعبد الله بن المبارك والشافعي وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وأمثالهم أعلم بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من هؤلاء. وهذا أمر تشهد به الآثار التي تعاين وتسمع.
ومما يبين ذلك أن القدر الذي ينقل عن هؤلاء من الأحكام المسندة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ينقل عن أولئك ما هو أضعافه.
وأما دعوى المدعي أن كل ما أفتى به الواحد من هؤلاء فهو منقول عنده عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فهذا كذب على القوم؛ فإنهم كانوا يميزون بين ما يروونه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وبين ما يقولون من غير ذلك، وكان علي رضي الله عنه يقول: إذا حدثتكم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوالله لأن أخر من السماء إلى الأرض أحب إلى من أن أكذب عليه، وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فإن الحرب خدعة [1] . [1] ج (2) ص (155، 158) ج (1) ص (307، 308، 109) .