ومن الأمور التي يَتفِقون عليها إنكار الشَّفاعة لعُصاة الموحِّدين، لأنَّ العُصاة مُخلَّدون في النار، فلا شفاعة لهم حتى يخرجوا من النار [1] ، وكل ذلك معارضة لما تواتر من الشَّفاعة لأهل الكبائر حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي)) رواه الترمذي والبيهقي عن أنس مرفوعاً وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم والبيهقي. كما نجد الإباضِيَّة يُجوِّزون الخروج على أئمة الجَور، ويتَهجَّم بعضهم على معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، وعمرو بن العاص رضي الله عنه، ويُنكِر بعضهم شرط القرشِّية في الإمام، وكل هذه الأمور قد قال بها أسلافهم من الخوارج، بل أنهم يدافعون عن أسلافهم، فينتَصِرون للخوارج أيام النهروان [2] . [1] - ممن أنكر الشفاعة للعصاة السالمي في كتابه: مشارق أنور العقول 2/432، والكندي في بداية الإمداد ص 65، والسمائلي في أصدق المناهج ص 27.
23_ أنظر كتاب مشارق أنوار العقول 2/132. [2] 4- انظر أصدق المناهج ص 28، 40، 43، 46، وبداية الإمداد ص 161