نام کتاب : الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار نویسنده : العمراني جلد : 1 صفحه : 62
الله جل وعلا رجاء النفع ورجاء دفع الضر فيدعوه ويلتجئ إليه، وهذا الدعاء واللجوء إليه جل وعلا هو أعظم المنة وغاية الرحمة فإنه العبادة التي من أجلها خلق الإنسان، والدعاء هو: العبادة، فلا أعظم بركة من الأمر الذي يوصل أو يشد إلى هذه الغاية التي خاتمتها مستقر رحمة الله ورضوانه، وأما من لم يؤمن بهذا فإنه لا يجد في نفسه التعظيم الواجب للباري وتقل رغبته فيه جل وعلا، إذ لا خير يرجى جلبه ولا شر يُرْجى دفعه، فبالتالي لا يسأل الله عزوجل ولا يدعوه ولا يرغب إليه، وأي شيء على الإنسان أعظم من إحساسه بالاستغناء عن ربه وسيده ومن بيده خير الدنيا والآخرة[1]. [1] انظر: نحو هذا المعنى في كلام شيخ الإسلام في الفتاوى 8/214-216. المطلب الثالث: نشأة الخلاف في القدر وأول من قال بذلك
الإيمان بالقدر ركن من أركان الإيمان وقد ورد بيانه وتوضيحه في القرآن الكريم وفي السنة المطهرة. وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم متبعين لا مبتدعين، يقفون الأثر وينشطون في العمل ويعرضون عن الجدل ولم يعرف منهم رضوان الله عليهم من دخل في بدعة.
وكان أول البدع ظهورا بدعة الخوارج، وكما هو معروف فإن أول ظهورهم كان في زمن الخليفة الراشد علي - رضي الله عنه -، ثم ظهرت بعدهم الشيعة في زمنه أيضاً - رضي الله عنه -، ثم ظهر نفاة القدر وذلك أواخر عهد الصحابة بعد موت الخليفة معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه -، وقد سئل عنهم ابن عمر وابن عباس وغيرهم ممن تأخرت وفاتهم.
وكان أول ظهورهم بالبصرة في العراق على يد رجل ينسب إلى الزهد يقال له معبد الجهني.
وقد روى الآجري واللالكائي بإسناد جيد عن الأوزاعي أنه قال: "أول من
نام کتاب : الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار نویسنده : العمراني جلد : 1 صفحه : 62