نام کتاب : الانتصار للصحب والآل من افتراءات السماوي الضال نویسنده : الرحيلي، إبراهيم بن عامر جلد : 1 صفحه : 214
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «ولا امتنع أحد من أصحاب أسامة من الخروج معه لو خرج، بل كان أسامة هو الذي توقف في الخروج لما خاف أن يموت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: كيف أذهب وأنت هكذا، أسأل عنك الركبان؟ فأذن له النبي - صلى الله عليه وسلم - في المقام، ولو عزم على أسامة في الذهاب لأطاعه، ولو ذهب أسامة لم يتخلف عنه أحد ممن كان معه وقد ذهب جميعهم معه بعد موت النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يتخلف عنه أحد بغير إذنه» . (1)
ثم إن أسامة بقي معسكراً في الجرف ينتظر شفاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا كان يوم الإثنين أصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مفيقاً فدخل عليه أسامة، فقال له الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (أغد على بركة الله، فودعه أسامة وخرج إلى معسكره، فأمر الناس بالرحيل، فبينما هو يريد الركوب إذ رسول أمه أم أيمن قد جاءه يقول: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يموت فأقبل وأقبل معه عمر وأبو عبيدة، فانتهوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يموت فتوفي عليه الصلاة والسلام) . (2)
فهذا هو حقيقة ما حصل، ولم يكن تأخر خروج أسامة إلا بطلب منه أذن له فيه النبي - صلى الله عليه وسلم -، على أنه لم يكن بين أمر النبي - صلى الله عليه وسلم -
أصحابه بالتهيؤ للغزو، ووفاته إلا ستة عشر يوماً، فقد كان ندبه أصحابه لذلك يوم الاثنين لأربع ليال بقين من صفر سنة إحدى عشرة، وعين أسامة أميراً على الجيش في اليوم الثاني.
فلما كان يوم الأربعاء بدئ برسول الله - صلى الله عليه وسلم - المرض فما زال مريضاً حتى توفاه الله يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول [3] ، ومعلوم أن هذه المدة ليست طويلة في تجهيز جيش في مثل ذلك الوقت على أن الصحابة كانوا قد استعدوا وتهيؤوا للخروج قبل هذه المدة بكثير لولا استئذان أسامة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في تأخير الخروج، فقد ثبت أن أسامة قد
(1) منهاج السنة 6/318-319.
(2) الطقبات الكبرى لابن سعد 2/191. [3] انظر: المصدر السابق 2/189-191.
نام کتاب : الانتصار للصحب والآل من افتراءات السماوي الضال نویسنده : الرحيلي، إبراهيم بن عامر جلد : 1 صفحه : 214