نام کتاب : الانتصار للصحب والآل من افتراءات السماوي الضال نویسنده : الرحيلي، إبراهيم بن عامر جلد : 1 صفحه : 246
لرسوله، ليس فيها أي مطعن عليه، فكذلك ما ثبت من ذلك في حق الصحابة ليس فيه أي مطعن عليهم.
وأما القسم الثالث من الآيات فآيات تضمنت نوع عتاب من
الله لبعض الصحابة، كما في قوله تعالى: {ألم يأن للذين آمنوا أن
تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق} [1] وقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثّاقلتم إلى الأرض} [2] وقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة} [3] فهذه الآيات وما في معناها ليس فيها كذلك مطعن على الصحابة، وإنما عاتب الله بها أفراداً منهم، بل ربما كان العتاب لفرد واحد منهم، كما في الآية الأخيرة، فإنها نزلت في حاطب بن أبي بلتعة - رضي الله عنه - [4] ومن الخطأ تعميم ذلك على الصحابة كلهم، كما هو صنيع الرافضة، وأيضاً فإن الله تعالى خاطبهم فيها بوصف الإيمان الدال على تزكية الله لهم وثنائه عليهم، ولهذا أُطلق على هذه الآيات وأمثالها على أنها عتاب من الله للمؤمنين، كمافي أثر ابن مسعود المتقدم: (ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآيه {ألم يأن للذين آمنوا..} [5] إلا أربع سنين) . [6] وكذلك قال ابن عباس: (إن الله استبطأ قلوب المؤمنين فعاتبهم) . (7)
والعتاب عرفه أهل اللغة بأنه: «مخاطبة الإدْلاَل وكلام المُدِلّيِن أَخِلاَّءَهم طالبين حسن مراجعتهم» [8] ولهذا عاتب الله رسوله وخليله - صلى الله عليه وسلم - في أكثر من آية كما في قوله تعالى: {عبس وتولى - أن جاءه الأعمى} (9) [1] سورة الحديد آيه 16. [2] سورة التوبة آيه 38. [3] سورة الممتحنة آيه 1. [4] انظر تفسير ابن كثير 4/344. [5] سورة الحديد من الآيه 16. [6] تقدم تخريجه ص 336.
(7) تقدم تخريجه ص 336. [8] لسان العرب لابن منظور 1/577.
(9) سورة عبس آيتا 1-2.
نام کتاب : الانتصار للصحب والآل من افتراءات السماوي الضال نویسنده : الرحيلي، إبراهيم بن عامر جلد : 1 صفحه : 246