إلى يوم القيامة من الآثام، والأوزار، وإن شاء (عفا عنه) [1] وعذَّبه مدة بعذاب النار، وإذا عذَّبه لم يخلده فيها، بل أَعتقه، وأخرجه منها إلى نعيم دار القرار " [2].
وروى اللالكائي بسنده إلى الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه، أنه قال: " ولا يشهد على أهل القبلة بعمل (يعمله) [3] بجنة ولا نار، يرجو للصالح ويخاف على المسيئ المذنب، ويرجو له رحمة الله. ومَن لقي الله بذنب يجب له به النار (تايب) [4] غير مصرّ عليه، فإن الله عز وجل يتوب عليه ويقبل التوبة من عباده وعفو عن السيئات. ومن لقيه وقد أُقيم عليه حد ذلك الذنب في الدنيا فهو كفارته، كما جاء الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن لقيه مصراً، غير تايب من الذنوب، التي استوجب بها العقوبة، فأمره إلى الله عز وجل، إن شاء عذَّبه، وإن شاء غفر له. ومن لقيه كافراً عذَّبه ولم يغفر له " [5].
وفي تقرير هذه العقيدة أيضاً يقول الإمام الطحاوي: " وأهل الكبائر من أمة محمد صلى الله عليه وسلم [6] في النار لا يخلدون، إذا ماتوا وهم موحدون، وإن لم [1] هكذا في الأصل المطبوع، ولعل الصواب إسقاط جملة عفا عنه. [2] الصابوني، أبو عثمان إسماعيل. عقيدة السلف وأصحاب الحديث ضمن مجموعة الرسائل النبوية، ج1 ص124-125، بيروت، ط محمد أمين دمج سنة 1970م. [3] هكذا في الأصل المصور عن النسخة الخطية، ولعل الصواب يعملونه. [4] هكذا في الأصل، ولعله يوجد نقص في الكلام فيكون وهو تايب، أو أن الصحيح تائباً بالنصب على الحال. [5] اللالكائي، هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري، شرح السنن ص42-43، مخطوط مصور بالمكتبة المركزية بجامعة الملك عبد العزيز بمكة تحت رقم 446. [6] قوله: " من أمة محمد " تخصيصه أمة محمد صلى الله عليه وسلم يُفهم منه أن أهل الكبائر من غير أمة محمد صلى الله عليه وسلم قبل نسخ تلك الشرائع به حكمهم مخالف لأهل الكبائر من أمة محمد، وفي ذاك نظر، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه: " يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان " متفق عليه. ولم يخص أمته بذلك، بل ذكر الإيمان مطلقاً، فتأمله، وليس في بعض النسخ ذكر الأمة. انظر: شرح الطحاوية، ص355.