نام کتاب : الباعث على إنكار البدع والحوادث نویسنده : المقدسي، أبو شامة جلد : 1 صفحه : 119
وَأَن الْأَدِلَّة وَالْوَاقِع يَشْهَدَانِ يكذب هَذَا المفتري وَعظم جرأته على الله وَقلة حيائة من الله وَمن النَّاس فَهَؤُلَاءِ أُمَم كَثِيرَة لم يكتبوها فَلم تسود وُجُوههم وَهَاهُنَا جم غفير لَا يحصهم إِلَّا الله قد كتبوها مَرَّات كَثِيرَة فَلم يقْض دينهم وَلم يزل فَقرهمْ فنعوذ بِاللَّه من زيغ الْقُلُوب ورين الذُّنُوب وَهَذِه صِفَات وجزاءات لم يَأْتِ بهَا الشَّرْع الشريف لمن كتب أفضل كتاب وأعظمه وَهُوَ الْقُرْآن الْكَرِيم فَكيف تحصل لمن كتب وثية مكذوبة مُشْتَمِلَة على أَنْوَاع من الْبَاطِل وجمل كَثِيرَة من أَنْوَاع الْكفْر سُبْحَانَ الله مَا أحلمه على من اجترأ عَلَيْهِ بِالْكَذِبِ
الْأَمر الرَّابِع من الْأُمُور الدَّالَّة على أَن هَذِه الْوَصِيَّة من أبطل الْبَاطِل وأوضح الْكَذِب قَوْله فِيهَا وَمن يصدق بهَا ينجو من غذاب النَّار وَمن كذب بهَا كفر وَهَذَا أَيْضا من أعظم الجرأة على الْكَذِب وَمن أقبح الْبَاطِل يَدْعُو هَذَا المفتري جَمِيع النَّاس الى أَن يصدقُوا بفريته وَيَزْعُم أَنهم بذلك ينجون من عَذَاب النَّار وَأَن من كذب بهَا يكفر لقد أعظم وَالله هَذَا الْكذَّاب على الله الْفِرْيَة وَقَالَ وَالله غير الْحق إِن من صدق بهَا هُوَ الَّذِي يسْتَحق أَن يكون كَافِرًا لَا من كذب بهَا لِأَنَّهَا فِرْيَة وباطل وَكذب لَا أساس لَهُ من الصِّحَّة
وَنحن نشْهد الله على انها كذب وَأَن مفتريها كَذَّاب يُرِيد أَن يشرع للنَّاس مَا لم يَأْذَن بِهِ الله وَيدخل فِي دينهم مَا لَيْسَ مِنْهُ وَالله قد أكمل الدّين وأتمه لهَذِهِ الأمه من قبل هَذِه الْفِرْيَة بأَرْبعَة عشر قرنا فأنتبهوا أيا الْقُرَّاء والإخوان
وَإِيَّاكُم والتصديق بأمثال هَذِه المفتريات وَأَن يكون لَهَا رواج فِيمَا بَيْنكُم فَإِن الْحق عَلَيْهِ نور لَا يلتبس على طَالبه فأطلبوا الْحق بدليله وأسألوا أهل الْعلم عَمَّا أشكل عَلَيْكُم وَلَا تغتروا بِحلف الْكَذَّابين فقد حلف إِبْلِيس اللعين لأبويكم على أَنه لَهما من الناصحين وَهُوَ أعظم الخائنين وأكذب الْكَذَّابين كَمَا حكى الله عَنهُ ذَلِك فِي سُورَة الْأَعْرَاف حَيْثُ قَالَ سُبْحَانَهُ {وقاسمهما إِنِّي لَكمَا لمن الناصحين}
نام کتاب : الباعث على إنكار البدع والحوادث نویسنده : المقدسي، أبو شامة جلد : 1 صفحه : 119