responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البدع الحولية نویسنده : التويجري، عبد الله    جلد : 1  صفحه : 65
حكماً بمجرد المنام، بل بما تقرر من أصل ذلك الشيء، والله أعلم [1] .
فمما يجب الحذر منه ما يقع لبعض الناس وهو أن يرى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه، فيأمره بشيء أو ينهاه عن شيء فينتبه من نومه فيُقْدمِ على فعله أو تركه بمجرد المنام دون أن يعرضه على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى قواعد السلف - رحمهم الله - قال تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} [2] . ومعنى قوله: {فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ} أي: إلى كتاب الله، ومعنى قوله: {وَالرَّسُولِ} ، أي: إلى الرسول في حياته، وإلى سنته بعد وفاته، على ما قاله العلماء - رحمهم الله -، وإن كانت رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم حقاً لا شك فيها لقوله عليه الصلاة والسلام: ((من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي)) [3] . لكن لم يكلف الله تعالى عباده بشيء مما يقع لهم في منامهم. قال عليه الصلاة والسلام: ((رُفِع القلم عن ثلاثة..)) [4] وعدَّ فيهم النائم حتى يستيقظ؛ لأنَّه إذا كان نائماً فليس من أهل التكليف، فلا يعمل بشيء يراه في نومه
وجهٌ.
الوجه الثاني: أن العلم والرواية لا يؤخذان إلا من متيقظ حاضر العقل، والنائم ليس كذلك.
الوجه الثالث: أن العمل بالمنام مخالف لقول صاحب الشريعة صلى الله عليه وسلم: ((تركتُ فيكم الثقلين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنتي)) [5] . فجعل - عليه السلام - النجاة من الضلالة في التمسك بهذين الثقلين فقط لا ثالث لهما، ومن اعتمد على ما يراه في نومه فقد زاد

[1] - يُراجع: شرح النووي على صحيح مسلم (1/115) المقدمة.
[2] - سورة النساء: الآية59.
[3] - رواه البخاري في صحيحه المطبوع مع فتح الباري (12/383) كتاب التعبير، حديث (6994) . ورواه مسلم في صحيحه (4/260، 261) .
[4] - رواه الإمام أحمد في مسنده (6/100) عن عائشة - رضي الله عنها -. ورواه أبو داود في سننه (4/558) كتاب الحدود، حديث (4398) عن عائشة. ورواه الترمذي في سننه (2/438) أبواب الحدود، حديث (1446) عن علي، وقال حديث حسن غريب. ورواه ابن ماجه في سننه (1/658) كتاب الطلاق، حديث (2041) عن عائشة.
[5] - رواه الحاكم في المستدرك (1/93) كتاب العلم، وسكت عنه ولم يعلق عليه الذهبي. ورواه ابن عبد البر في بيان العلم وفضله (2/24) باب معرفة أصول العلم. ولم ترد في روايتيهما كلمة (الثقلين) . ورواه مالك في الموطأ يلاغاً (2/899) كتاب القدر. وقال الألباني - رحمه الله -: صحيح. يراجع: صحيح الجامع الصغير (3/ 39) حديث (2934) ، وسلسلة الأحاديث الصحيحه (4/355- 361) ، حديث (1761) .
نام کتاب : البدع الحولية نویسنده : التويجري، عبد الله    جلد : 1  صفحه : 65
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست