قرآنية، وأحاديث نبوية تدل على صحة هذا التقسيم، إذ ورد بعضها بإثبات صفات لازمة للذات، وبعضها الآخر ورد بإثبات صفات تتعلق بها مشيئته واختياره سبحانه. ويرى الدكتور علي سامي النشار إن أوّل من فرّق هذه التفرقة في الصفات هو الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه، استناداً إلى ما ذكره في كتاب الفقه الأكبر حيث قال: " ... لم يزل ولا يزال بأسمائه وصفاته الذاتية والفعلية"[1].
ولبيان سلامة هذا المنهج في التفريق بين الصفات يقول العلامة السلفي المعاصر، أستاذنا الدكتور محمّد خليل هراس - رحمه الله – "دلت هذه النصوص القرآنية على أن صفات الباري قسمان:
1 - صفات ذاتية لا تنفك عن الذات، بل هي لازمة لها أزلاً وأبداً ولا تتعلق بها مشيئته تعالى وقدرته، وذلك كصفات الحياة والعلم، والقدرة، والتوة، والعزة، والملك، والعظمة، والكبرياء، والمجد، والجلال…إلخ.
2 - صفات فعلية، تتعلق بها مشيئته وقدرته كل وقت وآن، وتحدث بمشيئته وقدرته ... كالاستواء على العرش، والمجيء، والإتيان والنزول إلى السماء الدنيا، والضحك، والرضا، والغضب…."[2]. [1] انظر: نشأة التفكير الفلسفي في الإسلام للنشار1/232، وراجع كلام أبي حنفية في الفقه الأكبر بشرح ملا علي القاري ص: 15. [2] شرح العقيدة الواسطية ص: 89، وانظر: الكواشف الجلية لعبد العزيز المحمّد السلمان ص: 258.