المبحث الثاني: صفات الفعل العقلية
سبق لنا بيان أن من صفات الفعل ماهو عقلي، كما أن صفات الذات منها ما هو عقلي أيضاً.
وقد عرف البيهقي - رحمه الله - صفات الفعل جميعاً، العقلي منها والخبري بأنها: "تسميات مشتقة من أفعاله، ورد السمع بها مستحقة له فيما لا يزال دون الأزل"[1].
وقد علل تعريفه هذا لصفات الأفعال: بأن الأفعال التي اشتقت منها هناه الصفات لم تكن في الأزل[2].
ومثل للعقلية منها بالخلق، والرزق، والإحياء والإماتة والعفو، والعقوبة[3].
وإنما سمي هذا النوع من الصفات عقلياً، لأن العقل دل على ثبوتها، مع ورود النص بها، كما سبق أن ذكرت عند بيان صفات الذات العقلية.
فالبيهقي - رحمه الله - يرى أن مصدر إثبات هذه الصفات العقل والشرع جميعاً.
وإذا كان - رحمه الله - لم يسهب في بيان هذه الصفات على مثل ما فعل في صفات الذات السالفة، فإنه بين طريقته إجمالاً، بمعنى أن الطريق [1] الأسماء والصفات ص: 110، الاعتقاد ص: 22. [2] الاعتقاد ص: 22. [3] الأسماء والصفات ص: 110.