وَجْهُ رَبِّكَ} [1]. و {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} [2]، و {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيّ} [3]… إلى غير ذلك.
وكقوله عليه السلام للجارية الخرساء: "أين الله؟ فأشارت إلى السماء، فلم ينكر عليها، وحكم بإسلامها…" إلى أن قال:
والجواب: أنها ظنيات سمعية في معارضة قطعيات عقلية، فيقطع بأنها ليست على ظواهرها، ويفوض العلم بمعانيها إلى الله تعالى، مع عتقاد حقيقتها جرياً على الطريق الأسلم، الموافق للوقف على لفظ الجلالة في قوله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ} [4]، أو تؤول تأويلات مناسبة، موافقة لما عليه، الأدلة العقلية، على ما ذكر في كتب التفاسير، وشروح إلأحاديث سلوكاً للطريق الأحكم الموافق للعطف في: {إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} [5].
ويبدو من هذا أن علماء الأشاعرة لم يتفقوا على تأويل نصوص الصفات الخبوية، بل منهم من ذهب إلى القول بالتفويض فيها، كما أن منهم من انتهى في آخو أمره إلى الرجوع إلى مذهب السلف، وهو الإثبات كما ذكر ذلك ابن القيم وابن تيمية عن الجويني إمام الحرمين"[6]. [1] سورة الرحمن آية: 27. [2] سورة طه آية: 39. [3] سورة ص آية: 75. [4] سورة آل عمران آية: 7. [5] شرح المقاصد للتفتازاني2/67. [6] انظر: مدارج السالكين لابن القيم4/311، والحمويّة الكبرى لابن تيمية ضمن مجموع الفتاوى5/100.