وأما الباقلاني، أبو بكر محمّد بن الطيب، الذي وصفه ابن تيمية رحمه الله بأنه أفضل المتكلمين المنتسبين إلى الأشعري ليس فيهم مثله، لا قبله، ولا بعده[1]. فإنه ذكر في كتاب التمهيد أنه يثبت جميع الصفات الذاتية والفعلية العقلية والخبرية[2].
وقد نقل عنه ابن تيمية وابن القيم من كتاب الإبانة له مايشبه كلامه في التمهيد، وذكر ابن القيم عنه ما كتبه في "رسالة الحيرة" مما يطابق كلامه في كتابيه التمهيد والإبانة[3].
وبعد عرضنا للآراء حول الصفات الخبرية، ننتقل إلى عرض رأي البيهقي فيها، حتى يمكننا أن نقف على حقيقة موقفه منها، وإلى أي هذه المذاهب انتهى.
ولنبدأ أولاً ببيان مذهبه في صفات الذات الخبرية الذي يمثل المبحث الأول من هذا الفصل. [1] مجموع الفتاوى5/98. [2] راجع كتاب التميهيد للباقلاني ص:258، وما بعدها طبع المكتبة الشرقية ببيروت 1957م. [3] ابن تيمية، مجموع الفتاوى5/98، 99، وابن القيم، اجتماع الجيوش الإسلامية، ص: 212، 213، طبع مكتبة الرياض الحديثة، بدون تاريخ.