يقول البغدادي: "والصحيح عندنا أن وجهه ذاته". ويفسّر قوله تعالى: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} وبأن معناه: ويبقى ربك.
وقال الآمدي: "المعنى بالوجه الذات، ومجموع الصفات، وحمله عليه أولى"[1].
وذهبت المعتزلة إلى مثل ذلك، فأبو الهذيل العلاف يرى أن لله وجهاً هو هو، كما ذهب النظام إلى أن ذكر الله تعالى للوجه على سبيل التوسع، لا أن ذلك يعني إثبات صفة، وإنما المقصود بالوجه الذات، فيكون معنى {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} : ويبقى ربك[2].
وممن ذهب إلى تأويل الوجه بالذات الشيخ أبو الفرج بن الجوزي من الحنابلة، وذلك في كتابه: "دفع شبه التشبيه"، حيث أكد في هذا الكتاب بأن المراد بالوجه الذات، لأنه لو كان المراد به صفة زائدة على الذات لكان المعنى المراد في قوله تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ} أن ذاته تهلك إلا وجهه[3].
وقد فسّر قوله تعالى: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} في كتابه زاد المسير بأن المراد: ويقى ربك[4].
وقد زعم أن هذا هو مذهب الإمام أحمد، وأن لا أحد يعرف مذهبه سواه. إلا أن إثباته لصفة الوجه في مجالسه على الطريقة التي أثبته بها [1] غاية المرام ص: 140. [2] مقالات الإسلاميين للأشعري1/245-248. [3] دفع التشبيه ص: 31، تحقيق محمّد زاهد الكوثري. [4] زاد المسير8/114، طبع المكتب الإسلامي للطباعة والنشر، 1382?.