فمما جاءت فيه اليد بمعنى الملك والقدرة - في نظر البيهقي ومن حذا حذوه - قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ} [1].
ومما جاءت فيه اليد صلة في الكلام قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاماً} [2].
أما قوله تعالى: {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} [3] فالمقصود به تعظيم أمر البيعة، وقوله صلى الله عليه وسلم: "الأيدي ثلاث: يد الله هي العليا ... " الحديث[4]. قصد به تعظيم أمر الصدقة ... إلى غير ذلك من الأمثلة التي أوردها البيهقي على أن المراد بها معنى آخر يدل عليه السياق غير الصفة[5]. وهذا التفريق بين النصوص الواردة بذكر اليد سبقه إلى القول به شيخه ابن فورك[6].
إلا أن هذه تأويلات ما أنزل الله بها من سلطان، فهي - كما قال عنها الشيخ محمد صديق حسن خان - إنها تأويلات من طريق السلف بمراحل بعيدة، ولا طائل تحتها لمن يريد الله ورسوله فالواجب قصر اللفظ على مورده من دون تكييف ولا تعطيل، والتأويل نوع من بيان الكيفية عند من يعرف مدارك الشرع[7]. [1] سورة آل عمران آية: 73. [2] سورة يس آية: 71. [3] سورة الفتح آية: 10. [4] أخرخه أحمد في مسنده1/446. [5] انظر هذه الأمثل في: الأسماء والصفات ص: 319-322. [6] مشكل الحديث ص: 169-170. [7] الجوائز والصلات ص: 183.