سليمة من ظهور هذه البدعٍ وإن كان بها من هو مضمر لذلك، فكان عندهم مهانا مذموما. إذ كان بها قوم من القدرية وغيرهم ولكن كانوا مقهورين ذليلين بخلاف التشيع والإرجاء في الكوفة والاعتزال وبدع النُّساك بالبصرة والنصب بالشام فإنه كان ظاهراَ، وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الدجال لا يدخلها، ولم يزل العلم والإيمان ظاهرا إلى زمن أصحاب مالك وهم من أهل القرن الرابع [1] .
فأما العصور الثلاثة المفضلة فلم يكن فيها بالمدينة النبوية بدعة ظاهرة البتة، ولا خرج منها بدعة في أصول الدين البتة، كما خرج من سائر الأمصار.
2 - الأسباب التي أدت إلى ظهور البدع: مما لا شك فيه أن الاعتصام بالكتاب والسنة فيه منجاة من الوقوع في البدع والضلال، قال تعالى: [1] مجموع الفتاوى (20 / 300 - 303) .