ونصرانية فهو جاهلية، وتلك كانت الجاهلية العامة - فأما بعد مبعث الرسول صلى الله عليه وسلم قد تكون في مصر دون مصر. كما هي في دار الكفار. وقد تكون في شخص دون شخص. كالرجل قبل أن يسلم فإنه في جاهلية وإن كان في دار الإسلام. فأما في زمان مطلق فلا جاهلية بعد مبعث محمد صلى الله عليه وسلم فإنه لا تزال من أمته طائفة ظاهرين على الحق إلى قيام الساعة. والجاهلية المقيدة قد تقوم في بعض ديار المسلمين في كثير من الأشخاص المسلمين. كما قال صلى الله عليه وسلم: «أربع في أمتي من أمر الجاهلية» [1] وقال لأبي ذر: «إنك امرؤ فيك جاهلية» [2] . ونحو ذلك [3] انتهى.
وملخص ذلك: أن الجاهلية: نسبة إلى الجهل وهو عدم العلم وإنها تنقسم إلى قسمين:
1 - الجاهلية العامة وهي ما كان قبل مبعث الرسول صلى الله عليه وسلم وقد انتهت ببعثه. [1] رواه مسلم. [2] في الصحيحين. [3] اقتضاء الصراط المستقيم (1 / 225 - 227) تحقيق الدكتور ناصر العقل.