responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التوسل في كتاب الله عز وجل نویسنده : عرقسوس، طلال بن مصطفى    جلد : 1  صفحه : 45
توسل يونس عليه السلام
...
ويمضي السياق الكريم فيذكر موقف يونس عليه السلام بقوله {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ. فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} [2] قال ابن كثير رحمه الله تعالى: “هذه القصة مذكورة هنا وفي سورة الصافات[3] وفي سورة ن [4]، وذلك أن يونس بن متى عليه السلام، بعثه الله إلى أهل قرية نينوى، وهي قرية من أرض الموصل[5]، فدعاهم إلى الله تعالى، فأبوا عليه، وتمادوا على كفرهم، فخرج من بين أظهرهم مغاضباً لهم، ووعدهم بالعذاب بعد ثلاث، فلما تحققوا منه ذلك، وعلموا أنّ النبي لا يكذب، خرجوا إلى الصحراء بأطفالهم، وأنعامهم، ومواشيهم، وفرقوا بين الأمهات وأولادها، ثم تضرعوا إلى الله عز وجل، وجأروا إليه، ورغت الإبل وفصلانها، وخارت البقر وأولادها، وثغت الغنم وسخالها 6، فرفع الله عنهم العذاب، قال الله تعالى: {فَلَوْلا كَانَتْ قَرْيَةٌ

1 الأنبياء: 87-88
[2] الآيات 139-148.
[3] الآيات 48-50.
[4] في معجم البلدان 7/339 “نينوى بكسر أوله، وسكون ثانيه، وفتح النون والواو”.
قلت: والموصل مدينة كبيرة في شمال ما يعرف بالعراق اليوم.
[5] الرغاء: صوت الإبل، والفصلان جمع فصيل، وهي صغار الإبل، والخوار: صوت البقر، والثغاء: صوت الغنم، والسخال: جمع سخلة، وهي صغار الغنم.
ذكرى عظيمة، وموعظة كبرى للعابدين المخلصين الصادقين الصابرين الصالحين {وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ. وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ} [1] نعم إن الصالحين يستحقون رحمة الله الشاملة، فمن أراد أن يكون من أهل رحمة الله تعالى فليقتد بهؤلاء الأنبياء عليهم السلام في صبرهم وصلاحهم.

[1] الأنبياء: 85-86
نام کتاب : التوسل في كتاب الله عز وجل نویسنده : عرقسوس، طلال بن مصطفى    جلد : 1  صفحه : 45
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست