نام کتاب : التوضيح عن توحيد الخلاق في جواب أهل العراق وتذكرة أولي الألباب في طريقة الشيخ محمد بن عبد الوهاب نویسنده : آل الشيخ، سليمان بن عبد الله جلد : 1 صفحه : 158
رب العالمين، فتسميته من عمل الشيطان للاستعجال بقتله، وتسميته ظلماً من حيث حرمان ثواب المندوب، وقال اعترافاً وانقطاعاً إلى الله فيما هو إليه محبوب وان لم يكن ثم ذنب البتة. والاستغفار منه بمعنى طلب المغفرة بترك هذا المندوب لعمله عدم الأولى المطلوب، ومن المعلوم يقيناً عند كل عاقل ان ظلم الكفر ليس كظلم المعاصي، وظلم العبد المنيب ليس كظلم العبد الجافي، فالظلم مختلف، كما أن الكفر أنواعه مختلفة، وهذا لم يقع فيه نزاع بين علماء أهل السنة، إنما القصد الكلي والفائدة العظمى طلب ما أنزل الله على رسوله من الكتاب والحكمة ومعرفة ما أراد بذلك الإنزال والإرسال وما طلبه من عبيده فما خلقهم لأجله وأمرهم به ونهاهم عن ضده ورتب على وجوده رضاه ورحمته والخلود في جنته وعلى عدمه والعمل بضده غضبه وسخطه وحرمان رحمته والخلود في ناره وغضبه وتضعيف عذابه وكل ما يحتاج إليه الناس في دينهم فقد بينه الله ورسوله بياناً شافياً، ثم إذا عرف ما بينه الكتاب وقاله الرسول، نظر في أقوال الخلق فعرضت على الكتاب والسنة فما وافق قبل، وما خالف نبذه، فهذا هو سبيل الهدى والسنة والعلم والحكمة، وهو الذي كان عليه الصحابة والتابعون لهم بإحسان، ومن سلك سبيلهم من الأئمة الأعلام إلى آخر الزمان، وأما سبيل الضلال والبدعة والجهل فعكس ذلك تجد المبتدع بدعة إما مخرجة عن الدين بالكلية، وإما ليست أصليه منه ولا فرعية بل من رأى رجال وتأويلاتهم، أو من دسائس الشيطان وتحسيناتهم أنها من الدين ومما يقرب إلى رب العالمين، لم يجعل ما جاء به الرسول أصلاً وفرعاً فيعرض عليه سائر ما هو عامل بل يحرف الألفاظ ويتأولها على وفق ما هو له أصل رفي نفس الأمر لا يعتمد على ما جاء به الرسول ولا يتلقاه منه بالهدى ولكن يتأول منه ما يوافق بدعته ليجعله له حجة كالذين يحرفون الكلم عن مواضعه وقد قال تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَة} التي من أعظمها الشرك وابتغاء تأويله وقال صلى الله عليه وسلم فيما خرجاه في الصحيحين عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد".
(والأعمال قسمان) عبادات ومعاملات. فأما العبادات فكل ما كان خارجاً عن كلام الله ورسوله بالكلية من قول أو اعتقاد أو فعل فهو مردود على عامله
نام کتاب : التوضيح عن توحيد الخلاق في جواب أهل العراق وتذكرة أولي الألباب في طريقة الشيخ محمد بن عبد الوهاب نویسنده : آل الشيخ، سليمان بن عبد الله جلد : 1 صفحه : 158