باب: من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره1
وقول الله تعالى: {وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ} [2].
شرح الكلمات:
لا تدع: يشمل الدعاء هنا دعاء العبادة ودعاء المسألة، والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم.
ما: اسم موصول يشمل كل مدعو من دون الله.
ينفعك: يجلب لك النفع.
يضرك: يوقع بك الضرر.
فإن فعلت: فإن دعوت غير الله.
إذا: حينئذ.
الظالمين: المشركين.
الشرح الإجمالي:
ينهى الله -سبحانه وتعالى- في هذه الآية نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم، والنهي لجميع الأمة عن عبادة وسؤال كل ما سوى الله؛ لأن كل ما سوى الله لا يملك لأحد نفعا ولا
1 الاستغاثة: طلب الغوث, وهو إزالة الشدة. والفرق بين الاستغاثة والدعاء, أن الاستغاثة لا تكون إلا من المكروب. وأما الدعاء فهو أعم منها؛ لأنه يكون من المكروب ومن غيره, فعطف الدعاء على الاستغاثة من عطف العام على الخاص فبينهما عموم وخصوص مطلق, فكل استغاثة دعاء, وليس كل دعاء استغاثة, والمراد من تبويب المصنف هذا الباب: بيان تحريم الاستغاثة بغير الله أو دعاء غيره من الأموات، وأنه من الشرك الأكبر. انظر حاشية كتاب التوحيد للشيخ عبد الرحمن بن قاسم رحمه الله ص (113) . [2] سورة يونس آية: 106.