باب من سب الدهر فقد آذى الله
وقول الله تعالى: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلاّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ} [1].
شرح الكلمات:
ما هي إلا حياتنا الدنيا: أي لا حياة إلا حياة الدنيا تكذيبا منهم بالبعث بعد الموت.
نموت ونحيا: أي يموت قوم ويعيش آخرون.
وما يهلكنا إلا الدهر: أي وما يفنينا إلا مر الليالي والأيام.
وما لهم بذلك من علم: أي وليس لهم بهذا القول يقين علم.
إن هم إلا يظنون: إن هم إلا يتوهمون ويتخيلون.
الشرح الإجمالي:
يخبرنا الله - سبحانه وتعالى - في هذه الآية عن الكفار الدهريين من العرب وغيرهم أنهم لا يؤمنون بحياة غير الحياة الدنيا، وأنهم يعتقدون أنه لا رب لهم، وإنما يفنيهم مر الليالي والأيام، ثم يفند الله قولهم هذا واعتقادهم مبينا أنه لا مستند لهم صحيح في ذلك، وإنما يعتمدون على التخمين والأوهام التي لا تصلح حجة ودليلا.
الفوائد:
1. نسبة الخير أو الشر إلى الدهر من صفات الملحدين.
2. إثبات حياة أخرى للإنسان بعد الموت. [1] سورة الجاثية آية: 24.